تشدُّد النقاد في جرح الرواة (مفهومه وأسبابه وضوابطه وآثاره)

الملخص

تناول هذا البحث مسألة التشدد في جرح رواة الحديث والمغالاة في ذلك، وهي مسألة من مسائل علوم الرجال عمومًا وعلم الجرح والتعديل على وجه الخصوص، تلك العلوم التي لولاها ما ميزنا صحيح الحديث من سقيمه، ومع أهمية هذا الموضوع وخطورته في ميدان الرواية إلا أنه ظلَّ تطبيقات مجردة من قواعدها وضوابطها، ونماذج منثورة في تراجم كتب الرجال والجرح والتعديل وكتب الطبقات، ولم تنتظم هذه التطبيقات بسلك ينظم حباتها؛ فصارت الحاجة ماسة لبيان أسباب حالات التشدد في جرح الرواة والغُلو في غمزهم (عدالة أو مروءة أو ضبطًا) والاجتهاد في وضع ضوابط تضمن وضع كلام النقاد في مواضعه التي تحتمله، وبتوضيح مفهوم التشدد وبيان أقسامه وأسبابه والاجتهاد في تأسيس ضوابطه ومعرفة آثاره نستطيع أن نفسر هذا الخلق في النقَّاد تفسيرًا إيجابيًا في كثير من تطبيقاته، لأن الباعث عليه ما هو إلا حراسة الوحي وصيانة الرواية من عبث العابثين وانتحال المبطلين.