اللهجات الحديثة، امتداد للقديمة؟ أم تطوّر عن الفصيحة؟ دراسة لغويّة في ظواهر من اللهجة الأردنيّة

الملخص

الأهداف: يهدف هذا البحث إلى دراسة بعض الظواهر البارزة في اللهجة الأردنيّة، بوصفها تغطّي مكانا ذا توزيع جغرافيّ كبير، وفيه ألوان متعدّدة من السكّان؛ فهو يقع على عدَدٍ من المناطق الحدوديّة، وكان تابعا للدولة الرومانيّة قديما. ويهدف إلى بيان الأصول الأولى للهجات الحديثة، بين أن تكون صورة متطوّرة عن اللغة الفصيحة، أو أن تكون امتدادا للهجات العربيّة القديمة، وصولا إلى اللهجات في اللغات الساميّة.

المنهجيّة: رصدت الدراسة نماذج من الظواهر اللهجيّة المشتركة في اللهجة الأردنيّة، واختارت منها نماذج محدّدة، بحثت عن أصولها في أمّات الكتب العربية القديمة والحديثة، ودرست كلّ ظاهرة بصورة مستقلّة.

النتائج: وصل البحث إلى أنّ اللهجات الحديثة امتدادٌ للهجات القديمة؛ فهي أنماط لغويّة قائمة جنبًا إلى جنب مع اللغة الفصيحة التي كانت واحدةً من هذه اللهجات، فلقيت عناية مختلفة عن غيرها من الناطقين بها، لأبعاد اقتصاديّة ودينيّة وسياسيّة، فظهرت على اللهجات جميعها، وصارت أصلًا، تبعه غيرها. ووصل إلى أنّ اللغة العربيّة، قديما، كانت مستويات متعدّدة، فيها الفصيح والعاميّ، وليست كّلّها مستوى واحدًا كما يتبادر لبعض الباحثين.

الخلاصة: ينفي البحث كوْن اللهجات الحديثة تطوّرًا عن الفصيحة، ويبيّن أنّها ليست صورًا طارئة عليها، بل هي موجودة مع الفصيحة منذ ولادتها، ما يعني أنّها ستبقى على صورتها مدّةَ حياةِ الفصيحة، ولن تشكّل تهديدًا لها. وقد نظر البحث إلى اللغة قديمًا وَفْق مستويين؛ مستوى فصيح يمثّل اللغة العالية عند العرب، حفظتْه لنا النماذج الشعريّة التي وصلت إلينا، ومستوى لَهجيّ، تدلّ عليه الأنماط اللهجيّة السائدة قديمًا.