الملامح التداوليّة والأسلوبيّة في قصّة وردة الهاني لجبران خليل جبران

الملخص

الأهداف: تهدف الدّراسة إلى الإمعان في العمق التّحليليّ لقصّة (وردة)، على نحو يضمن لها الاهتمام في كونها جمعت أمرين هما: الفكرة الاجتماعيّة الّتي تدور حولها القصّة، ثمّ الأسلوب الّلغويّ الذي قدّمها فيه جبران. يدعو الانسجام بحيثيّته التّحليليّة القارئ إلى عدم الوقوف عند كون القصّة تثور على العادات والقيم، بل يجب النّظر بعمق في مدارها الاجتماعيّ. يقوم ذاك المدار على توصيف حال الغنى وأهله وهيمنتهم على الضّحايا من البؤساء، وتبنّي الأثر النّاجم من فهم الدّلالات المرادة في حديث أشخاصها.

المنهجيّة: رصدت الدّراسة السّياقات والأنساق الّتي تجلّت فيها التّداوليّة، فأخذت بالكشف عن جانبها التّواصليّ، وذلك بتحليل الرّسالة الّلغويّة، الّتي تحمل عالمًا متخيّلًا من الحوادث. تشكّل تلك الحوادث مبنىً قصصيًّا يتجاذبه الباثّان: وردة، ورشيد، الّلذان تأزّمت العلاقة بينهما؛ فاسحة المجال للسّياقات بالتّوسّع، والتنوّع في الأساليب والصّيغ، بما تضمّنته من وحدات لغويّة وعبارات ومحاورات. كان ذلك من خلال المنهج الوصفيّ التّحليليّ؛ إذ عُني التّحليل في الدّراسة بحديث كلّ من خليل بيك ووردة مع جبران كلًّا على حدا، مع إيضاح موقف جبران من ذلك بشخصيّتيه السّردية (القصصيّة)، وشخصيّته (الوسطيّة) داخل القصّة بين البطلين (رشيد، ووردة). 

النتائج: أبرزت الدّراسة أنّ المضامين التّداوليّة قد تقابلت بين أطراف القصّة؛ مبنيّة على الخطابين العاطفيّ والعقليّ. سعى طرفا التّداول فيها إلى الاستحواذ على تسليم المخاطب (جبران)؛ متبنيًّا وجهة النّظر الّتي أراده لها المُداول على سبيل التّأثير والاقتناع. قدّم رشيد بيك عاطفته بأسلوب الضّحيّة المغدورة؛ موظّفًا النّواميس الوضعيّة للأعراف، أمّا وردة فقد أظهرت العواطف الفطريّة الّتي لامست معانيات جبران العتيقة، ثمّ قدّمت الوقائع والأحداث، الّتي أرادت لجبران أن يحاكمها من خلالها. واجهت وردة واقعها بالرّضا في روحها، خلاف رشيد السّاخطة نفسه.

الخلاصة: جرى التّداول بين الباثَّين من خلال جبران، على نحو تناسب مع طبيعة كلّ منهما والظّروف المحيطة بهما، والطبقة الاجتماعيّة الّتي ينتميان إليها.