الوصفُ في رحلة ابن جُبير: دراسة تحليليّة في ضوء تقنيات فيليب هامون

الملخص

الأهداف: هدف البحث إلى توظيف تقنيات (فيليب هامون) في دراسة الوصف في رحلة ابن جبير.

المنهج: اتّبع البحث المنهج الوصفيّ والتحليليّ في ضوء تقنيات (فيليب هامون) الّتي قرّرها في كتابه (في الوصفيّ)، وهي تقنيات سعت إلى إعداد شعريّة أو سيميائيّة للوصف، والاهتمام بتقنيات الوصف وآليّاته لا الموصوف نفسه. وقد تمّ تحليل منازل البحث وضوابطها، وأنماط الوصف ووظائفه. 

النتائج: بيّن البحث أنّ المقاطع الوصفيّة كَثُرت في الرّحلة، وتبوّأَت مواضع مختلفة فيها، وغالبَا ما كان يُمَهَّدُ لها بصيغٍ تدلّ عليها، أو تُنبِئُ بورودها. وتنوّعت العمليّات الوصفيّة في الرّحلة ولعلّ أبرز هذه الأساليب التّرسيخ والتّعيين وتحديد المظاهر وإعادة الصّياغة والتّعليق. واتّبع ابن جبير أساليب متنوّعة في الوصف تناسب الأشياء الموصوفة وتراعي أحوال الذّات الموصوف لها. وبيّنت الدراسة العلاقة بين السّرد والوصف في الرّحلة، وكيف أنّ العلاقة كانت وطيدة بينهما، فلا نجد فيها سردًا بلا وصف، وأنّ الوصف الحركيّ بالفعل، لغلبته على النصّ الرّحليّ، كان يقوم أحيانًا مقام السّرد. ولم يكن الوصف في الرّحلة لِذاتِه، وإنّما أدّى وظائف تُهمّ المتلقّي وتدمجه في البرامج الوصفيّة، ومن أبرز هذه الوظائف الوظيفة التّزيينيّة، والوظيفة القيميّة، والوظيفة المعرفيّة، والوظيفة التّصويريّة.

الخلاصة: بيّن البحث أنّ الوصف يشكّل عنصرًا أساسيًّا في النصوص الرحليّة التراثيّة، وأنّه يعبّر عن رؤى الرحّالة وانفعاله بما يشاهده. استنتج أنّ هذا الوصف بحاجة إلى دراسات جديدة في ضوء الدراسات السرديّة الحديثة.