الإعلامية في سينية ابن زيدون

الملخص

الأهداف: يهدف البحث إلى تطوير مقاربة لدراسة الإعلامية - أحد معايير النصية كما أسسها بوغراند De Beaugrande ودرسلر - Dresslerبتطبيقها على سينية ابن زيدون، ليكون ذلك دافعًا لتطبيقها على الشعر العربي العمودي، لاسيما الشعر العربي القديم؛ لتبيان مقدرة الشاعر العربي على تطويع اللغة بشروطها وحدودها لإيصال المعنى المطلوب بإعلامية تحفز المتلقي على التفاعل.

المنهجية: تقوم الدراسة على منهج تحليلي يجمع بين الإعلامية وأدوات تحليل الشعر العربي من بلاغة وعروض، وقد طُبق المنهج على القصيدة السينية لابن زيدون، لأنها من مجزوء الرمل وبقافية رويها السين مردوفة بالألف موصولة بالواو، وبهذا كان البحر والقافية محدودي الخيارات من حيث التلاعب في رفع الإعلامية أو خفضها. ومن أجل الوصول إلى النتائج المرجوة، تتبعت الدراسة البنية التركيبية الموصلة إلى القافية في كل بيت، ثم درست درجة الإعلامية من رفع وخفض عند نهاية كل بيت مع تعليل الإجراء الناتج والاختيار الأسلوبي.

النتائج: توصلت الدراسة إلى أن ابن زيدون استطاع أن يبقي على إعلامية من المستوى الثاني بطول القصيدة، موازنًا بين تراكيب نحوية تعكس المستوى الأول من الإعلامية، لكن تُرفع بأساليب بلاغية، وبين وحدات دلالية متوقعة ترفعها بنى نحوية إلى الدرجة الثانية من الإعلامية. وتصدق هذه النتائج على كل بيت من القصيدة، ماعدا البيت الثاني الذي ارتفعت فيه إلى المستوى الثالث، والبيت الأخير الذي كان من المستوى الأول لأنه بمثابة توقيع ختام الرسالة الموجهة إلى ابن برد الأصغر.

الخلاصة: تخلص الدراسة إلى أن معيار النصية بحاجة إلى تطبيقات أوسع في العربية لاسيما على النصوص الشعرية القديمة، لاستكناه الإجراءات الخاصة بالعربية وشعرها وحدودها اللغوية والأدبية -كالوزن والقافية- التي يطوعها الأديب العربي لإيصال مستوى من الإعلامية يبلغ بالنص المنتَج درجة المنشودة.