حجاجية التناص في خطب أبي جعفر المنصور

الملخص

الأهداف: هدفت هذه الدراسة الكشف عن حجاجية التناص في خطب أبي جعفر المنصور، بصفتها استراتيجية حجاجية، غزلت نسيج غزلها عبر خيوط تراثية تعانقت فيما بينها تقاطعا فنيا؛ لتشكل تقاطعات لا حصر لها، من خلال استدعاء شواهد تراثية مختلفة، امتصها الخطيب لتنفتح خُطَبُه النثرية الشفاهية على إيحاءات دلالية متعددة، والنص الديني مُمَثلا بالقرآن والأحاديث النبوية واحدا من أبرز تلك النصوص التي شكلت لحمته وسداه، وهو ما تهدف الدراسة إلى إبرازه وتجليتة عبر تقنية التناص.

المنهجية: تكرس الدراسة جهدها تلمُس المعالم الحجاجية -عبر تقنية التناص- في خطب أبي جعفر المنصور السياسية؛ فلكل نص إبداعي مرجعيات يستند إليها، ونبع يستقي منه، ورافد تراثي زاخر؛ ليشكل مشهدا حواريا، من خلال مرجعية تتموسق مع ما يعتمل في ذهن المتلقي؛ بل تتعداه إلى وجدانه وشعوره.

النتائج: انتهى هذا البحث إلى نتائج كان أبرزها: أن هذه الخطب رغم قصرها، إلا أنها تشكل نصوصا حجاجية بامتياز؛ لتوفر العديد من الأمور الحجاجية فيها، بما يراعي واقع المخاطبين وحالهم ومقامهم، كما توصلت الدراسة إلى أن أبا جعفر المنصور حاول بناء نص نموذجي؛ لتقبل نظريته في الخلافة والسلطة، فاستدعى نصوصا تراثية لها ما لها من القداسة في ذهن المتلقي؛ ليتكئ عليها ويتجلبب بها جلبابا حجاجيا بوصف التناص -وخاصة الديني- تقنية حجاجية أكثر نجاعة، وأعظم قدرة على تطويق المتلقي فكريا؛ ووجدانيا عبر رصيده الديني والمعرفي.

الخلاصة: إنه من الضرورة بمكان، الاهتمام بدراسة الخُطب السياسية في العصر العباسي دراسة تناصية حجاجية للكشف عن مرجعياتها، وما كانت تتكئ عليه في تثبيت دعائم ملكها.