ثنائية الروح والجسد في النقد العربي القديم: دراسة نصّية

الملخص

الأهداف: تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف عند ثنائية فلسفية هي ثنائية الروح والجسد، التي تعقدت خلال مراحل تشكّلها حتى غدت إشكالية سواء من جهة المفهوم أو من جهة التوظيف، وتأتي أهميتها بعدّها استكناها نقديا للثنائية، عبر مراحل انتقالها إلى الثقافة العربية عبر قنوات الترجمة؛ إذ كانت لدى الفلاسفة اليونان والمسلمين تمثل فكرة فلسفية خالصة، وعندما انتقلت إلى النقّاد العرب أخذت طابعاً جديداً، ضمن فكرة نقدية عربية لتقرأ في سياق اللفظ والمعنى.

المنهجية: وقد اتّبع البحث منهجية الدراسة النصيّة، وهي منهجية تُعنى بدراسة الثنائية من خلال النصوص في المدونات النقدية والبلاغية ذات العلاقة، مما يضمن ضبط كيفية التعبير عنها، والتمثيل لها عبر مسيرتها التاريخية.

النتائج: توصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها: الحضور اللافت للثنائية الفلسفية في الساحة النقدية والبلاغية، حيث تم توظيفها عند النقاد والبلاغيين في صورتين:الصورة الأولى صورة اللفظ والمعنى، وكان التعبير عنها بطريقة مباشرة من خلال علاقة تشبيهية، فشبهوا اللفظ بالجسد والمعنى بالروح، انطلاقاً من توافر التلاحم والترابط بين الطرفين.الصورة الثانية: صورة الكسوة والجارية الحسناء، وكان التعبير عنها بطريقة إيحائية تربط اللفظ بالكسوة والثياب والمعنى بالجارية الحسناء، انطلاقا من الإقرار بالفصل بين المضمون والشكل.

الخلاصة: خلُص البحث الى أنّ طرح الثنائية في الفكرين الفلسفي والبلاغي، جاء انسجاماً مع "سمة البحث عن المخالف"، تلك السمة التي اتّشح بها الفكر العربي قديماً وحديثاً. وأنّ تصور الفلاسفة لطبيعة العلاقة بين الروح والجسد، لم يختلف عن تصّور البلاغيين لها، انطلاقاً من مبدأ الاتصال والانفصال، فكل ما هو حسيّ ومادي ومرئي تم ربطه بالجسد واللفظ، وكل ما هو معنوي وعقلي وغير مرئي تم ربطه بالروح والمعنى.