تحولات الخطاب الأيديولوجي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن بعد الربيع العربي

الملخص

الأهداف: تسعى الدراسة إلى تقديم قراءة معمقة لتحولات الخطاب الأيديولوجي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن بعد مرحلة الربيع العربي، ومراجعة بعض المقاربات والنظريات السائدة، والمتعلقة بتفسير ذلك التحول وتقديم مقاربة أخرى مختلفة، ودراسة مدى تأثير بعض المحددات في توجيه الخطاب الأيديولوجي للحركة.

المنهجية: تعتمد هذه الدراسة على منهج تحليل الخطاب في دراسة تحولات خطاب الحركة الإسلامية في الأردن، وبالاعتماد على هذا المنهج فإن الدراسة ستستند بدرجة أساسية على مساهمات مدرسة التحليل النقدي، وستستعرض مسار العلاقة بين الحركة والنظام السياسي بصفته محددًا أساسيًّا في توجيه الخطاب الأيديولوجي للحركات، كما نزعت العديد من النظريات.

النتائج: تستنتج الدراسة أن خطاب الحركة الإسلامية شهد تحوّلًا جوهريًّا في الأعوام الأخيرة، وأصبح أكثر تسييسًا وابتعادًا عن اللغة الدعوية السابقة التي وسمت مواقف الجماعة وخطابها الأيديولوجي، فأصبح الخطاب أكثر تقبلًا للمفاهيم السياسية من أمثال التعددية والديمقراطية، كما تظهره وثائقها الأساسية، رغم أن مسار العلاقة بين الحركة  وبين النظام السياسي في الأردن شهد قفزات كبيرة بالاتجاه السلبي بعد الربيع العربي، ما يعني أن الحركة سارت بخلاف ما طرحته العديد من الدراسات والنظريات من أن تطور خطاب الحركات الإسلامية مرهون بانفتاح أو انغلاق الأنظمة السياسية.

الخلاصة: إن التحولات التي تطرأ على الخطاب الأيديولوجي للحركة الإسلامية متعلقة بمدى انخراط الحركة بالمجال السياسي لتصل بذلك إلى مرحلة "التسييس"، وتصبح أكثر تقبلًا للمفاهيم السياسية، وليس بسياسات الأنظمة السياسية. كما أن مصطلحات "الاعتدال" و"التطرف" في توصيف الخطاب الأيديولوجي للحركات الإسلامية يتسم بالنسبية والضبابية خاصة عند الحديث عن مرحلة الربيع العربي. فلم يعد الاختلاف والخلاف حول الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية، إنما حول الموقف من النظام السياسي ودرجة البراغماتية والمرونة.