القَصَص السَّرديُّ القَصيرُ في القُرآنِ الكريم -دراسةٌ تحليليَّةٌ لِسورَتَي "المَسَد والفيل"

الملخص

الأهداف: ترمي الدراسةُ إلى الكشف عن أسرار السَّرد القرآني وجماليَّته، وتهدفُ إلى بيان ملامح المُكَوِّنِ السَّرديِّ القَصَصيِّ القصير جدا في سورَتَي "المَسَد والفيل"؛ لِذا حدَّدَت أهدافَها في عدد من الإشكاليات التي واجهتها، ومن أبرزها: ما مقصديَّةُ السَّرد الإلهي؟ وما مدى هيمنة الصَّوت الواحد؟ وما أبرزُ العناصر التي صنعت العُقدَةَ وَحَلَّتها عَدَسَةُ السَّرد؟ وكيف قَدَّمَ السَّرد الإلهيُّ الشخصياتِ الواردةَ في السَّرد؟ وكيف أدارَ الحوار؟

المنهجيَّة: اتَّبَعَت الدراسةُ توصيفَ مكوَّنات السَّرد في السورَتَيْنِ آنِفَتَي الذِّكرِ اعتمادًا على المنهج الوصفيِّ والتحليليِّ السيميائيِّ للخطاب السَّردي، وذلك بتتبُّع المسار السَّردي في القِصَّتَيْنِ وصولًا إلى بنية السَّرد الأساسيَّة.

النتائج: توصَّلت هذه الدراسةُ إلى جملة من النتائج، أبرزُها تأكيدُ تقديم القَصَص القرآنيِّ -بلا شكٍّ- تأصيلًا للعقائد والقيم الأخلاقيَّة التي ينبغي أن يتحلّى بها المسلم، وكذا تأكيدُ أنَّ العقاب الإلهيَّ ينالُ المنحرفينَ دنيويًّا وأُخرويَّا، كما يتَّضح أنَّ لها نمطًا سرديًّا يتناسبُ مع مقام السارد الإلهي، وتقديم الشُّخوص، والفضاءات الزمانيَّة والمكانيَّة بصورة رمزيَّة تؤدي دورًا فعالًا مُحَرِّكًا للمشهد السَّرديِّ من دون أن يكون الأوَّل.

الخلاصة: إذا كان للخطاب السردي القصيرِ جدًّا خاصيَّةٌ فاللخطاب السردي القرآنيِّ القصيرِ خصوصيَّةٌ فوق تلك الخصوصيَّةِ تتَّسِمُ القصَّة القصيرةُ بجماليات تميُّزها عن غيرها من الأجناس السَّرديَّة؛ فالإيجازُ والاختزالُ والتكثيفُ النَّصِّيُّ خاصيَّةٌ القصير جدًّا، غيرَ أنَّهُ صُبِغَ بصبغة خاصَّة؛ فالشخصياتُ صامتةٌ مكبوتة، والنهاياتُ غيرُ متوقَّعة، وربما أتت في بداية السَّرد كما في المَسَد، وخصوصيَّة الراوي "السارد"، وهو ليس كأيِّ سارد، وأثر ذلك في تنامي الأحداث وانفراجها. وعليه، فتوصي الدراسةُ بالوقوف على السَّرد القرآنيِّ بمنظور ومنهجيَّة لهما خصوصيَّة تناسبُ مقامَ السارد الإلهيِّ سُبحانَه.