الثقافة الاستهلاكية وعلاقتها بالهوية الفردية: دراسة ميدانية على طلبة الجامعة الأردنية

الملخص

هدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة بين الثقافة الاستهلاكية والهوية الفردية، ومن أجل تحقيق ذلك تمّ تصميم الاستبيان كأداة للدراسة الذي تكوّن من جزئين؛ حيث شمل الجزء الأول البيانات الديموغرافية، في حين شمل الجزء الثاني مقياس الثقافة الاستهلاكية الذي تكوّن من أربعة أبعاد، مقياس الهوية الفردية الذي تكوّن من بعدٍ واحد. ولقد تم توظيف نظرية الحداثة السائلة لزيغمونت باومان، كما جرى استخدام منهج المسح الاجتماعي وتطبيقه على عينة عشوائية منتظمة من طلبة الجامعة الأردنية المسجّلين في مساق الحضارة الإنسانية بلغت(381) مبحوثًا، وجرى استخدام الإحصاء الوصفي وتحليل التباين والارتباط واختبار "T" واختبار الانحدار المتعدد. أظهرت نتائج الدراسة أن أفراد العينة لديهم مستوى متوسطًا لكل من البعد الثقافي والبعد الذاتي والبعد الرمزي للثقافة الاستهلاكية التي بلغت أوساطها الحسابية (3.29) و (2.52)و (3.04)على التوالي، بينما البعد الاجتماعي لديهم كان مستواه منخفضًا؛ حيث بلغ وسطه الحسابي (2.21) كما تبيّن بأن أفراد العينة لديهم تحقيق عالٍ للهوية الفردية؛ حيث بلغ الوسط الحسابي (4.53) وفسّر المتغير المستقل (الثقافة الاستهلاكية) ما نسبته (0.026) من التغيّرات الحاصلة في المتغير التّابع (الهوية الفردية)، وجاءت العلاقة عكسية ما بين الثقافة الاستهلاكية ببعدها الذاتي والهوية الفردية وتؤدي إلى تقليل تحديد أفراد العينة لهوياتهم الفردية. كما تبيّن أن البعد الرمزي للثقافة الاستهلاكية هو السبب الثاني للتغيرات التي أثرت في الهوية الفردية، وكانت العلاقة طردية بينهما، وتؤدي إلى زيادة تحديد أفراد العينة لهوياتهم الفردية، أما باقي أبعاد الثقافة الاستهلاكية فلم تكن دالة إحصائيًا. وأخيرًا أبرزت الدراسة بعض التوصيات ذات العلاقة..