ثنائية الصورة والدلالة في المفردة الواحدة في شعر راشد عيسى

الملخص

يسعى هذا البحث إلى تحليل نماذج عديدة من صيغ الجملة المكتملة المجتمعة في كلمة واحدة تحتوي على فعل وفاعل ومفعول به، أو فعل وفاعل فحسب، مثل(طَرَّزَنِي) و(زَنْبَقَتْ)؛ حيث وردت هذه الصيغ بوفرة في شعر راشد عيسى، وغدت هذه الظاهرة مزينة في لغته الشعرية، أيضًا من دواعي سعينا الوقوف على جوانب بنائية أخرى للكلمة الواحدة جاء بها الشاعر ليخدم الصورة والحالة النفسية التي ساقته لذلك، مثل التوليد من الجامد، وتصريفه وتعدية اللازم من الأفعال، وأيضًا استخدامه لصيغ فيها مخالفة القياس اللغوي. ولكشف أهمية هذه المزايا الفنية قام الباحثان باستظهار الفضاءات المحتملة للصورة الشعرية في تلك الصيغ الجامعة، وباستنبات الحقول الدلالية المتوقعة فيها أيضًا، وذلك من خلال الاعتماد على المنهجين التحليلي الوصفي والنفسي. وفي هذه السمة عند الشاعر راشد عيسى نلحظ مساعدة القارئ في الخروج من النمطية المستخدمة في نماذج الشعر العربي الحديث ولو بشيءٍ بسيط، فالقارئ دائمًا ما يبحث عن التجديد والتطور في بنية القصيدة العربية من شتى النواحي، كاللفظ والمعنى والصورة والأسلوب وغير ذلك من أركان بناء القصيدة. استنتج الباحثان أَن استخدام الشاعر لمثل هذه الكلمات - الجمل - استند إلى ما قيس على كلام العرب، ولا سيّما في مجال الاشتقاق عند ابن جنّي وغيره، ولكنه قدم للقصيدة العربية مجموعة جديدة من النحت المبتكر من مثل (سَوْسَنَتْنِي) من السوسنة و(لَيْلَكْتُهَا) من الليلك النجم أو الليلكة الزهرة و(تَمَرْيَمَتْ) من مريم أُم عيسى –عليه السلام –، كما لاحظ الباحثان توافر الشرط الجمالي في تلك الصيغ.