تجلِّياتُ المكانِ في شعرِ فهد العسكر

الملخص

الأهداف: تهدف هذه الدّراسة إلى تسليط الضّوء على تجربة الشّاعر الكويتيّ فهد العسكر وتعلّقاتها بالمكان؛ إذ يعدّ المكان عنصرًا مهمًّا في تكوين التّجربة الشّعريّة لديه، بالنّظر إلى الظّروف الاجتماعيّة الخاصّة الّتي عاشها، لذلك فقد نزع إلى الإشارة إلى المكان في كثير من نصوصه، ليؤدي المكان أكثر من وظيفة في تجربته.

المنهج: يعتمد هذا البحث المنهج الوصفيّ التّحليليّ؛ حيث سعى إلى تفكيك الحالة الذّاتيّة لدى الشّاعر فهد العسكر في ظلّ الظّروف الاجتماعيّة القاسية الّتي عاشها، ودراسة جزئيّات تعلّقاته بالمكان  على نحو دقيق، من خلال تحليل عناصر الأمكنة الّتي أوردها في شعره، وتفكيك تداعياتها، ثمّ تفسير أبعادها النّفسيّة المختلفة، ومحاولة الوصول إلى أبعاد قيميّة ذات أحكام محدّدة للتّجربة  على نحو عامّ.

النتائج: للمكان أهمّيّة كبيرة عند فهد العسكر؛ إذ تعدّ معاناته معاناةٍ اجتماعيّةً بالدّرجة الأولى، وقد تعدّدت الأماكن الدّالة في شعره؛ حيث شملت شاطئ البحر، والوطن، والوطن الأكبر. كما كان للمرأة حضور لافت، إضافة إلى أنّ المكان قد أدّى العديدَ من الوظائف، تقف الوظيفة النّفسيّة على رأسها، كما كوّن المكانُ ذاكرة خصبة لدى الشّاعر، فقد كان يستجلب الأمكنة ليعيد تكوين الذّاكرة السّالفة، المتّصفة في عمومها بذكرياتٍ هانئة. وكان الرّوح القوميّة دور في إبراز الأماكن المرتبطة بالقضايا العربيّة الكبرى عند الشّاعر، وبالتّحديد قضية فلسطين. احتلّت المرأة كذلك جزءًا كبيرًا من تجربته، وهو في ذلك استعان بالمكان كي يعبّر بصدق مطلق عن خيباته المتكرّرة في تجربته تلك، وأخيرا فإنّ المكان بحدّ ذاته لم يكن عند شاعرنا المسؤول بعينه عن معاناته، إنّما المسؤولون بالدّرجة الأولى هم من كانوا في تلك الأمكنة من بشر قساة.

الخلاصة: لم يكن المكان عند فهد العسكر مجرّد حيّز جامد، بل كانت له امتدادات ووظائف متعدّدة، استطاع من خلاله أن ينفتح على آفاق اجتماعيّة ونفسيّة وسياسيّة كثيرة.