أَثرُ القِراءاتِ القرآنيّةِ في نظمِ قواعدِ الألفيّةِ

الملخص

الأهداف: يهدف البحث إلى إظهار هذا الأثر وإلى بيانه ومعالجته ودراسته؛ لأهميّة الألفيّة ومكانتها عند المتخصّصين، ولأهميّة القراءاتِ القرآنيّة الّتي تُعدُّ من أهم مصادر التقعيد عند اللغويين، والنّحويين، والمفسّرين، ومن أوّلهم ابنُ مالكٍ، وقد عالج البحثُ مسائل نحويّة وأخرى لغويّة مرتّبة ترتيبَ ابنِ مالكٍ، فما كانَ عنده أوّل كان في البحثِ أوّل وهكذا، وعلى هذا فقد كانَ مدار البحث حول كلِّ ما يتعلّقُ بالقراءات المربوطة ببيتِ من أبياتِ الألفيّة.

المنهجيّة: سارَ البحثُ على المنهجِ الاستقرائي الوصفي التّحليليّ؛ سعيًا لبيانِ أصحابِ القراءاتِ واستقراء مواطن الاستشهاد فيها، ثمَّ تحليلها ورأي ابنِ مالكٍ منها، وقد تقيّدَ البحثُ بعنوانه وبما يخدمه لذلك لم يطّرد كثيرًا في المسائل المُعالجة؛ اللهم إلّا في المواطن الّتي كان لا بدّ من ذلك.

النّتائج: ومن النتائج الّتي توصّل إليها البحث براعة ابنِ مالكٍ في ليِّ عُنق الّلغة لِما يُناسبُ نظمه كبحرٍ وكقاعدة ذَكرها نظمًا في ألفيّته سواء أكانت في بابٍ نحويٍّ أو غيره منَ الأبوابِ الّلغويّةِ، كما تُظهرُ النّتائجُ ارتباطَ كثيرٍ من أبياتِ الألفيّةِ بالقِراءاتِ القُرآنيّةِ المتواترة منها وغيرِ المُتواترةِ، وقد خالفَ ابنُ مالكٍ في مواضع جمهورَ النحويّين كإثباتِ جوابٍ للرّجاءِ تشبيهًا له بالتّمنّي، يقول: "وَالْفِعْلُ بَعْدَ الْفَاءِ فِي الرَّجَا نُصِبْ … كَنَصْبِ مَا إِلَى التَّمَنِّي يَنْتَسِبْ"، و "‌وَعَوْدُ ‌خَافِضٍ ‌لَدَى ‌عَطْفٍ ‌عَلَى … ضَمِيرِ خَفْضٍ لَازِمًا قَدْ جُعِلَا وَلَيْسَ عِنْدِي لَازِمًا"... وما إلى ذلك ممّا يُظهِرُ أثرَ القِراءاتِ القُرآنيّة في نظم الألفيّة.

الخُلاصة: يخلصُ البحثُ إلى اهتمامِ ابن مالك عند نظمه الألفيّة بالقراءاتِ القرآنيّة المتواترةِ والآحادِ والشّاذةِ، وإلى أثرِ القراءاتِ القرآنيّة في اختياره وتوجيهه، وإلى بَراعةِ ابنِ مالكٍ في توظيفِ قُدرته الّلغوية والنظميّة لبيَانِ قاعدة لغويّةٍ أو نحويّةٍ مرتبطةٍ في إحدى القِراءات القُرآنيّة، وإلى اهتمامه فِي علمِ القراءاتِ واتّخاذه مصدرًا رئيسًا في التقعيد، وانتصارِه له وبخاصّة ما يتعلّق بالقراءاتِ الشّاذةِ.